05‏/12‏/2011

"وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون"*

بسم الله الرحمن الرحيم 
وقفة مع هذه الآبة! هل نحن ننصت  للقرآن أم نستمع له, ومالفرق بينهما ؟ الإستماع : هو التقاط الأذن لحديث ما سواءً كان بقصد أو بغير قصد، أما الإنصات : فهو التركيزالعميق فيما يقوله المتحدث تحت التسيير التام للحواس*1؛ بعيداً عن التصنع والتكلف. فأمرنا الله عزوجل بجمع الإنصات والإستماع عندما تتلى أيات الذكر الحكيم؛ وهذا الانصات والاستماع هو مايرقق القلب ويسير الجوارح ويعمل على تفتيح الذهن ورقيه و تفكره في آلاء الله عزوجل**. 
من فوائد جمع ذانك الأمران هو الوصول للطمأنينة النفسية والجسدية؛ فهما يحثان العقل على التفكر في تلك المعاني العظيمة لكلام الله عزوجل**. وقد وصف الله تعالى الذين يعتبرون ويتفكرون في آيات الله عزوجل أنهم أولو الألباب -أي العقول- فقال عز من قائل:(( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب{189}الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً...)*2 فجعل سبحانه أصحاب العقول الذين يتفكرون في مخلوقات الله ؛ ويصل العبد الى هذه المرحلة بجمع الإنصات والاستماع لآياته جل وعلا.
أيضاً هما يساعدان المسلم على الخشوع في صلاته بإذن الله عزوجل؛ فلو استخدمهما جيداً بمعنيهما لوصل بإذن الله الى مرحلة الخشوع في صلاته. فعلى المسلم أن يكون حاضر الذهن في صلاته منصتاً مستمعاً للإمام ؛ بعيداً عن الدنيا وملهياتها. 


* الآيه (204) من سورة الأعراف
*2 الايتان (189-190) من سرة آل عمران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق