30‏/11‏/2011

التهور

بسم الله الرحمن الرحيم 
هو ذلك الفعل الذي ينتج عن طريق التسرع والطيش وعدم المبالاة والمغامرة بالنتائج الواقعه من ذلك الفعل؛ وكثرت هذه الظاهره في الأونة الأخيرة سواءً على مستوى الأفراد أو المجتمع ككل. تلك الظاهره هي نتيجة طيش أو حب للمغامرة أو عدم التقديرللنعم.
الطيش في اللغة هو الحمق وعدم حساب للنتائج المترتبة على فعل ما؛ وقد قال الشاعر:
لــكــل داءٍ دواءٌ يـــســتـــطــب بـــــه ........إلا الــحــمــاقـــةً أعــيـت مـــــن يـــــداويــــهــــــا.
ومن الأمثلة على الطيش هي التفحيط وقطع إشارات المرور وإيذاء الناس؛ وتكثير تلك الظواهر عند المراهقين وتبدو شبه منعدمه مابعد سن المراهقة عند الفئات المتعلمه من المجتمع.
حب المغامرة هو نوع آخر من التهور؛ وهو موجود بكثرة في جميع المراحل العمرية بلا استثناء، وهو نوعان: الأول مفيد والآخر عكسه. فالمغامرة العائدة بالنفع تكون في المجالات العلمية كالمغامرة بعمل تجربة علمية لم يسبق عملها من قبل ولم تعرف نتائجها، أما المغامرة الآخرى فهي الخوض في أمور الحياة الخطيرة التي يترتب عليها أمور حتميةً مثل القرارات المصيرية كاختيار التخصص في الجامعة أو اختيار الوظيفة.
تقدير النعم هو شكرها وعدم الكفر بها واستخدامها في رضا الله عزوجل؛ والتهور نوع من أنواع عدم تقدير النعم. قال تعالى :((وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها..))* فنعم الله كثيرة منها الوقت والصحة والحياة؛ فالتهور اما أن يفتك بتلك احدى النعم وإما بهما جميعاً وبالذات النوع الذي يكون متعلقاً بالحياة مثل التحفيط  أو السرعات الجنونية. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح شباب المسلمين كافة ويهديهم لكل خير ويرفع بهم راية "لاإله الا الله محمد رسول الله ".

29‏/11‏/2011

هل صليتها في جماعة ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
قال صلى الله عليه وسلم :((لو يعلم الناس مافي صلاة الفجر والعشاء لأتوهما ولو حبواً))*. هذا دليل صربح واضح على عظم هاتين الفريضتين (لايعني ذلك أن الفرائض الأخرى تنقص أهيمتها عن هاتين). وقال عليه الصلاة والسلام :(( إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر..))*. فيجب على المسلم الحرص على تلك الفريضة ويحصل ذلك بإيقاظ القلب؛ وأخذ الأسباب؛ العزم وصدق النية.
قال صلى الله عليه وسلم :((...ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب))*1. فالقلب هو أساس الصلاح والفساد؛ وايقاظ القلب قبل البدن لصلاة الفجر هو مايتحتم على كل مسلم يرجو لقاء ربه ان يفعله: وهو أن يجعل قلبه متعلقاً بالله عزوجل، فمن تعلقه قلبه بربه أخذ خيري الدنيا والآخرة بإذن الله عزوجل؛ ومن تعلق بغير ذلك وكل الى ماتعلق به ، وأي مصيبة اذا وُكل الإنسان لغير ربه!
من الأسباب المساعدة على الاستيقاظ لصلاة الفجر هي التبكير بالنوم من بعد صلاة العشاء؛ أيضاً عدم اكثار الطعام في وجبة العشاء، بالاضاقة الى توصية الأهل أو من يكون ساكناً مع الشخص بأن يوقظه وأن يحرص ويشدد على ذلك، كما أن وسائل التنبيه الحديثة التي تعين بعد الله عزوجل على الاستيقاظ. ينبغي على المسلم الحرص أشد الحرص على ألا تفوته صلاة الفجر أياً كان مايفعل وعليه أن يستيقظ للصلاة قبل استيقاظه للعمل!
ان الإنسان اذا أخلص النية لله عزوجل وعقد العزم على الاستيقاظ للصلاة؛ فبإذن الله سيعينه الله على تأدية تلك الفريضة. أما اذا تكاسل وقدم النوم عليها وفضل العمل عليها فهو قد خسر خسراناً عظيماَ. فالعزم في ابتغاء الخيرات هو مايعين العبد -بعد الله عزوجل- على أداءها وصدق نيته هو مايجعلها مقبولة بإذن الله عزوجل.
إن فضل صلاة الفجر عظيم فقد قال عنها صلى الله عليه وسلم :((بشر المشائين في الظلم إلى المسجد بالنور التام يوم القيامة))*2 وقال عليه الصلاة والسلام:((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))*2 وقال عليه الصلاة والسلام:((من صلى الصبح فهو في ذمة الله ..))*2 وقال صلى الله عليه وسلم:(( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لاتضامون في رؤيته، فمن استطتعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ:{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}))*2.


*1 متفق عليه 

28‏/11‏/2011

بعض ضوابط المزاح في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
لم ينهى الإسلام عن المزاح؛ ولكن وضع له ضوابط ومعايير معينه، فأولها هو عدم الكذب ،ثم أن لايكون فيه اساءة او احتقار، أن لايكون فيه استهزاء بالدين*.
قال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل:(( أيكون المؤمن جباناً ؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. فقيل له أيكون المؤمن كذاباً ؟ قال: لا ))*1 فالمؤمن بالله حقاً كما أخبر عليه الصلاة والسلام لايكون كاذباً فالكذب من صفات المنافقين وان كان في المزاح! فعلى المؤمن أن يحرص على اجتناب الكذب والبعد عنه فإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار*1 كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
قال صلى الله عليه وسلم:(( ...المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يخذله ولا يحقره...))*2 فوصانا عليه الصلاة والسلام بتلك الآداب حتى نكون اخواناً متألفين؛ وباحتقار المسلم لآخيه المسلم تحصل العداوات والبغضاء وان كان هزلا ولعباً! فهنالك حدود على الإنسان أن يعرفها بتعاليم دينه وفطنته، والتقليل من قدر أي انسان كان هو نوع من أنواع التكبر الذي نهى عنه الشرع وقال عنه صلى الله عليه وسلم: ((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))*3 فالرسول عليه الصلاة والسلام أوصد جميع الأبواب التي تؤدي الى الفرقة بين المسلمين وتخاذل صفوفهم.
الاستهزاء بالدين سواءً كان المستهزء جاداً أم مازحاً هو كفر كما أخبر الله عزوجل:((ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون{65} لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...))*4 فالإستهزاء بالدين أمر خطير ينبغي على المازح أن يبتعد عنه كل البعد؛ فهذا من أخطر أنواع المزاح لآن المازح قد يخفى عليه عظم ذلك. شوهد في العصر الحديث مثل هؤلاء وقد أخبر الله عنهم انهم يكفرون والأقبح من ذلك أنهم يقولون نفس أعذار أولئك القوم من قبلهم! أولم يعتبروا! إن اللبيب من يتعض بغيره لامن يكون موطن العبره.
الذين يقولون عن أن الإسلام دين متشدد لايقبل المزاح هم في الحقيقة أناس سطحيون لاينظرون الى التعاليم الشرعية ولا السيرة النبوية الشريفه. محمد صلى الله عليه وسلم كان يمازح أصحابه وقد كان يضحك عليه الصلاة والسلام من غير قهقةٍ ومن صور مزاحه عليه الصلاة والسلام :{أتته عجوز قالت يارسول الله ادعولي بأن يدخلني الله الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: أوما علمتي يا أم فلان أن الجنة لايدخلها عجوز؟ فولت وهي تبكي وتولول، فقال صلى الله عليه وسلم:انطلقوا فأخبروها أنها تعود بنتاً بكراً، كما قال عزوجل:((انا أنشأناهن انشاءا{35}فجعلناهن أبكاراً.))*5


*4 الايتان(65، 66) من سورة التوبة

27‏/11‏/2011

العبادة المهجوره

بسم الله الرحمن الرحيم 
"اذهبوا فأنتم الطلقاء" قالها صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لأهل مكه وقد كاو كذبوه وآذوه وأخرجوه منها! فهو قدوتنا عليه الصلاة والسلام. من أسمى وأرقى الصفات هي العفو عند المقدره، فهي من الصفات الالهيه *، والله سبحانه يغفر الذنوب -الا الشرك*1- فإذا كان العظيم الجبار يغفر الذنوب فمن نحن حتى لانغفرها ونعفو عنها؟ 
محمد صلى الله عليه وسلم هو اعظم مثال للبشرية في التسامح فقد كان صلى الله عليه وسلم يعفو ويصفح الا أن تنتهك حرمة الله؛ فكان صلى الله عليه وسلم يغفر مافي حقه ولايغفر مافي حق الله، هذا هديُه وهذه سنته والواجب علينا الاقتداء بها، ورباه الله سبحانه وتعالى على هذا الخلق اذ قال :((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))*2 
مما يساعد الإنسان على تلك العبادة المهجورة هو أن يحسن نيته، ويلتمس الأعذار لآخيه، ويرد الخطأ على الشيطان. النوايا لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى وهو يجازي بها. بشر الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً بالجنة لثلاث أيام متتاليه وقد كان لايكثر من الصلاة والعبادات بل كان لاينام الا وقد عفا عن كل من ظلمه*، فهذا الفضل يؤتيه الله من يشاء من عباده؛ ويستطيع الإنسان تعويد نفسه على ذلك حتى يكون قلبه خاليا من الحقد والحسد والضغائن تجاه اخوانه المسلمين. 


*1 قال تعالى:((ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)) الايه (48) من سورة النساء
*2 الآية (199) من سورة الأعراف 

26‏/11‏/2011

لا أستطيع

بسم الله الرحمن الرحيم
هي عبارة تصاغ من النفس لا من العقل؛ فالعقل لايوجد مايعجزه في عالم الحس -عكس عالم الغيب- ،بل إن هنالك دراسات تقول أن الإنسان يموت وقد استخدم نسبة لاتزيد عن 10% من عقله! فهذا يدل على أن الله عزوجل وهبنا قدرة هائلة ينبغي أن تستغل في مايرضيه عزوجل. فـ"لاأستطيع" هي كلمة تقولها النفس لا العقل لآن النفس تركن الى الراحة وأسبابها هي : التدني في الهمة و الكسل و عدم تقدير نعمة العقل.
التدني في الهمة هو سبب ناتج عن عدم وجود هدف معين؛ وينتج عن التدني في الهمه هو التبلد الفكري، فالتبلد الفكري هو أن يكون الذهن في حالة سبات طويل لايُستخدم ولا يُستفاد منه؛ وهذه المرحلة هي خطيرة لكونها تزيل الكرامة التي كرمنا الله عن سائر من خلق فقال:((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاَ))*
الكسل آفة على العقل ؛ فهو يجعل مايسهل على العقل التعامل معه مستحيلاً. فالكسل في العلم والتوقف عند درجة معينة هو ليس بحكم أن الإنسان لايستطيع بل انه يفضل الراحة على الاستمرار؛ بالتالي يصبح الكسل طبعاً بدنياً وعقلياً.
إن نعمة العقل نعمة عظيمة وجحة واضحة لنا وعلينا؛ وقد أمرنا الله بالتفكر به وإحسان استخدامه وتيسيره في الأمور التي تعود بالنفع على الشخص دينياً أو دنوياً. أيضاً الله يأمر الكفار بالتأمل في ماحولهم وفي أنفسهم، فبالعقل يستطيعون الحصول على النتيجة الصحيحة. بل ان الطفل الذي لم يتجاوز السنتين يعلم أنه لابد لكل مخلوق خالق ولكل مصنوع صانع. سبحان الخالق لهذه النعم والشكر له على أن أنعم علينا بتلك النعمة العظيمة. 

*الآية (70) من سورة الإسراء

25‏/11‏/2011

الفرق بين التَفَكُر والتفكير

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الفرق بين التفكر والتفكير كالفرق بين الاجتهاد والكسل؛ فالتفكر هو اشغال العقل بفكرة مع الاجتهاد والتأني للوصول الى نتيجة على عكس التفكير الذي يعمل فيه العقل ولكن دون اجتهاد وقد يصل الى نتيجة*. فالله سبجانه وتعالى قال: (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً ويتفكرون في خلق السماوات والأرض...))* وقال صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيات :((ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها))***
فالتفكر عبادة بينما التفكير ليس كذلك، فالتفكر يقود الإنسان الى شواظئ الإيمان ومعرفة عظمة الله عزوجل. فإذا تمعن الشخص في مخلوقات الله لوجد من الإبداع والإعجاز مايستحيل على الإنسان صنعه. والله سبحانه وتعالى يدعونا الى التفكر في تلك المخلوقات ودعانا أيضاً الى التفكر في أنفسنا وخلقنا فقال : ((وفي أنفسكم أفلاتبصرون))****. وقد أثبت الله البعث بعد الموت وأعجز به المنكرين بالتفكر في النشأة الأولى فقال رداً على العاص بن وائل اذ جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده عظم حائل، فيقول: يامحمد أرني، أرني أن الله يحيى هذا بعدما رم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:((نعم، ويبعثك الله ، ويدخلك النار)) فنزل قوله تعالى:(( وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مره ..))*1
ومن الآيات التي دل على التفكير قوله تعالى عن الوليد بن مغيره :((إنه فكر وقدر))*2 والاستخدام هنا يدل على أنه لم يتريث بل قدر؛ فلو أنه تريث وفكر لعلم أن تفكيره كان خاطئاً*، ورد تعالى عليه: ((فقتل كيف قدر))*2


**الايه (191) من سورة آل عمران
**** الايه (21) من سورة الذاريات
*1 الايتان (78،79) من سورة يس ، والحديث من الجامع لأحكام القرآن :58/15
*2  الايتان (18،19) من سورة المدثر

24‏/11‏/2011

تعذيب الحيوانات

بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً مانشاهد مثل هذه الظاهرة من صغار السن؛ اذ يطاردون القطط ويرجمونها بالحجارة وما إلى ذلك. فهذه الظاهره انتشرت بسبب قصور في تثقيف هؤلاء الصبية وجهلهم بتعاليم دينهم، وهذا القصور يشترك فيه كل من البيت والمدرسة والمجتمع المحيط بالصبي.
نشر الثقافة والوعي هو من واجب كل من المدرسة والبيت، فعلى لوالدين تعليم ابنه بأصول دينه والتي منها الرحمة بالحيوان وذكر الأمثلة له؛ أيضاً للمعلم دور كبير في التأثير على شخصية الابن وتفكيره وعاداته فعليه  أن يدرك المسؤولية التي على عاتقه ويؤديها كاملة حتى نصل الى الدرجة المطلوبة من الثقافة الدينية ثم الدنيوية.
أيضاً على المعلم والوالدين أن يوعوا الابن باختيار الصحبة الصالحه؛ فهي بإذن الله  تعينه على فعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات. قال صلى الله عليه وسلم :((المرء على دين خليله ..))* 
البيئة التي تحيط بالصبي لها دور كبير في حثه على فعل أي شيء سواء كنا خيراً أو شراً؛ فالبيئة هي جميع مايحيط بالصبي في المنزل أو الطريق أو المدرسة. وهذه البيئة هي قدوة الصبي فكل مايراه ينسخه حتى يصبح عادة عنده يصعب التخلص منها، فاختيار البيئة المناسبة للصبي هو من دور الوالدين غالباً ولكن في هذه الأيام الظروف تكون هي الحاكمة للبيئة ، فالحرص الحرص على الصبي قبل أن يكبر اذ ان العلم في الصغر كالنقش على الحجر فلا يزول بإذن الله على مدى السنين.


فيتامين واو

بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر هذا الفيتامين بكثرة في هذه الأيام، بل أصبحت معظم المعاملات وتخليصها لايتم الا عن طريق ذلك الفيتامين! وهذا ناتج عن عدة أسباب على رأسها ضعف الوازع الديني وعدم مراقبة الله عزوجل. الواسظة اليوم تقف على هرم تسيير الأمور وتخليصها في أغلب الدوائر والقطاعات، فمن ليس لديه ذلك الفيتامين سيعاني من مرض الإنتظار وقد لايُبرى منه! 
إن بداية هذا الفيتامين تكون من باب إحسان الى الأقارب والعشيرة؛ فهذا يحسن لأقاربه وعشيرته وكذا آخر حتى تصبح دائرة المنفعة مقتصرة على تلك العشيرة وأولئك الأقربون! وهذا منافٍ للشريعة الإسلامية ومنافٍ للعدل أيضاً، فالله جل وعلا حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده ، قال تعالى :((إن الله لايظلم مثقال ذرة...))*. فينبغي على شاغري تلك الأماكن مراقبة الله عزوجل قبل مراقبة مديريهم و الإخلاص في أعمالهم وإنجازها على أتم وجه.
للتخلص من تلك الآفة يجب انشاء لجنة مراقبة تقوم بجولات مفاجئة على تلك الدوائر والقطاعات؛ من أعمال هذه اللجنة انها تجرد كل المعاملات وتلزم تلك الجهات بترقيم المعاملات وما إلى ذلك. أيضا عمل دورات تطويريه لتثقيف الموظفين وتوعيتهم يشغل دوراً هاماً في التخلص من ذلك الداء. 


*الآية (40) من سورة النساء

22‏/11‏/2011

بعض أداب الحوار في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم 
مما يفتقر اليه الكثير في هذه الأيام هو أداب الحوارومهاراته؛ وقد لايعير البعض أهمية لهذا الموضوع ، وتكمن أهميته في أنه  يوضح للمستمع المستوى الفكري للمتحدث. حث ديننا الحنيف على أداب الحوار فقال تعالى  في مجال الدعوة الى الله :((ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...))* فمن أداب الحوار الإحترام والتقدير المتداول بين جميع الأطراف و عدم مقاطعة طرف لآخر والاستماع والانصات**. 
ان الإحترام الغير مبالغ فيه في التحدث يجذب المستمعين ويجعلهم منصتين؛ أيضاً يجب أن لا يقلل من قدر المستمعين بعبارات غير لائقة. ويجب على جميع أطراف الحوار تبادل الإحترام والتقدير حتى يصبحوا متآلفين ويخرجوا من هذا الحوار بنتيجه موجبة تفيد جميع الأطراف.
مقاطعة طرف لآخر هي رسالة غير مباشرة من المقاطع ؛ وهي عدم التقدير لكلام المتحدث والتقليل من أهميته، بالتالي تنشأ العداوات والضغائن والبغضاء بينهم ، ويتحول من حوار الى مجزرة لفظية بينهما؛ فعلى المتحاور تجنب ذلك.
الاستماع الى المتحدث والانصات اليه أمرين مختلفين؛ فالاستماع هو دخول كلام المتحدث الى أذن السامع دون فكره. بينما الانصات هو التفكر في كلام المتحدث واعارته شيئاً من الاهتمام. فالاستماع غالباً يكون موجوداً في كل حوار لكن الإنصات تفتقر اليه معظم الحوارات.

بهذه الأسس للحوار سترتقي حواراتنا؛ تليها أفكارنا ثم بارتقاء الأفكار يرتقي المجتمع ويصبح من المجتمعات ذو الفكر الناضج؛ والحوار الراقي والإختراعات الجديدة -نظراً لنظوج الفكر-.

*الآية (125) من سورة النحل.

21‏/11‏/2011

الفشل أول خطوات النجاح

بسم الله الرحمن الرحيم
قد يستغرب البعض من هذه العبارة ولكنها حقيقه! فعند اطلاق السهم من القوس يحتاج السهم أن يرجع للوراء حتى يكتسب طاقة تمكنه من الإنطلاق ليصيب هدفه. وهكذا الفشل؛ لكن ينبغي أن يراعى عدم ارتكاب الأخطاء مرة آخرى واستغلال ماتم تعلمه من الفشل في المرة الألوى وبذل المجهود؛ فهذه هي أسس النجاح. 
الحياة مدرسها ولكن دروسها قاسية في بعض الأحيان؛ ولايتعلم الشخص غالباً الا اذا عانا أو لُدغ منها والفطين من لايحتاج لتجرع مرارة سمها؛ اذ أنه يبدأ عندما انتهى الآخرون ويستفيد من خبراتهم وأخطائهم تجنباً للوقوع بها. في الجانب الدارسي مثلاً يستطيع الطالب أن يكون ناجحاً من خلال معرفة تجارب قرنائه وتجنب الأخطاء التي وقعوا فيها. 

ان الفشل يؤئر على الشخص من ناحية نفسية عن كونها ناحية جسدية؛ فاذا كانت همة الإنسان غير عالية وأهدافه غير واضحه و لايستخدم قدراته العقلية ولا يجتهد فحريٌ به أن يكون فاشلاً. الطفل عندما يخطو خطوته الأولى يسقط بعدها ولكنه يعيد المحاولة حتى يستطيع المشي. وقصة القائد تيمور لنك عندما هزم جيشه وذهب الى مغارة بعيدة عن مدينته وكان مهموماً فشغل انتباهه نملة تصعد على حجرة ملساء ثم تسقط ثم أعادت الكرة حتى المرة السابعة عشرة ونجحت فيها واستفاد هو من تجربتها وعاد مع جيشة الى المعركة*.

غالباً مانجد في قائمة الطلاب المتفوقين دراسياً طلاب ليسو بالعباقرة؛ بل انهم قد يكونون محدودي الذكاء مقارنة مع زملائهم الآخرين، والفرق بينهم هو الإجتهاد! فالاجتهاد هو الذي يجعل الطالب وان كان ذكاؤه محدوداً في قمة الهرم، في الجانب الآخر الكسل هو أوسع أبواب الفشل. التفوق الدراسي لايعد مقياساً للذكاء انما هو مقياس للاجتهاد.

20‏/11‏/2011

وقفة لمحاسبة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم 
ينقضي عام وتطوى صحيفته؛ ويزداد في عداد العمر سنة. ينتهي العام بأفراحه وأحزانه وتضل أحداثه ذكرى، فهنا يأتي دور جرد الصحف في الدنيا قبل الآخره فهو أهون ويمكن تدارك الأخطاء التي ارتكبت في العام المنصرم؛ فمن حاسب نفسه وأنبها فهو بالتالي يربي نفسه على تصحيح أخطائها بذاتها! كما أن النفس أمارة بالسوء اذا تركها على هواها أضلته ضلاضاً بعيدا؛ فمثل هذه الفرص ينبغي ألا تفوت خصوصاً أنها بيد الشخص عينه ، فالحرص الحرص على مراجعة الأعمال وكتابة الأخطاء والخطوات التي يمكن بخلالها تعديل الأخطاء.
الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى وهي من علم الغيب؛ فلا يعلم الشخص متى سيتوفى الى بارئه؛ لذلك عليه أن يحسن النية ثم يتقن العمل ويبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى وأن يجعل يراعي في عمله مراقبة الله سواء كان العمل دنيوي أو ديني. بعد ذلك تأتي مرحلة المراجعة؛ وهي استرجاع الأعمال التي لم يعملها كما سبق ويحاول أن لايقع في هذا الخطأ ويجاهد نفسه وهواه ويجتهد فلكل مجتهد نصيب.

من الطرق الحديثة المستخدمة لتصحيح الأخطاء هي كتابة جميع الأخطاء التي فمت بها في يوم واحد وترتيبها من الأكبر الى الأصغر لمدة أسبوع مثلاً ثم في نهاية الأسبوع يُنظر الى الأوراق التي جمعت وإلى حجمها؛ في الأسبوع التالي يجب المحاولة على التخلص من تلك الأخطاء والحرص على جعل الأخطاء معلقة في مكان يمكن مشاهدتها في كل وقت  ليتذكرها ولايعيد فعلها مرة آخرى. كما يجب أيضاً البدء بالتدريج في هذه الخطوة، أي يبدأ التغير من الأصغر للأكبر شيئاً فشيئاً.

هنالك طريقتان منظقيتان لحل الخطأ وتحويله الى صواب؛ الأولى: هي تصحيحه وتعديله والآخرى: هي تغيره بالكامل. فالتصحيح يكون أسهل على الشخص من التغيير الا اذا كان الخطأ لايمكن تصحيحه الا بتركه كالذنوب والمعاصي. وتعديل الخطأ وتصحيحه يحتاج الى كل من الهمة والعزيمة الصادقة على التصحيح وتشجيع النفس والاجتهاد؛ وأول خطوات التصحيح هي الإعتراف بوجود الخطأ! فالإعتراف بوجوده لايقل أهمية عن تصحيحه فهو بداية التعديل الفعلي ونقطة التحول للشخص ودلالة على الرغبة في التغيير .

19‏/11‏/2011

اغتنام الفرصة في دار الزوال

بسم الله الرحمن الرحيم 
إننا لم نخلق في الدنيا لنخلد فيها ؛ بل إنها فترة قصيرة ومرحلة يمر بها كل إنسان. فالدنيا هي دار الزوال، فكل مافيها سيضمحل ويزول الا العمل الصالح وذكره سبحانه وتعالى وعبادته قال تعالى :((كل شيء هالك الا وجهه..))*، وقال عليه الصلاة والسلام: ((يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله)**. فيجب على الإنسان الذي من الله عليه بنعمة العقل أن يستغل هذه الدار للحصول على أكبر قدر ممكن من الأعمال الصالحة الدائمة ولو كانت صغيره! كأن يطعم قطة جائعة فالطريق ويحتسبها صدقة لله كما قال عليه الصلاة والسلام :((في كل ذات كبد رطبه أجراً))*** فلم يخصص ولم يذكر النوع ولا الفصيلة ولا الشكل وهذا يعني أنه شامل لجميع المخلوقات الحية. فالصدقة ولو بالقليل اذا كانت خالصة لوجه الله تعالى ؛ سيجازيه الله تعالى أضعافاً مضاعفة. أيضاً من الأعمال البسيطة التي لها تأثير كبير هي إحياء سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كالسواك باستخدامه وتوزيعه على الناس ومساعدة الأهل في أشغال المنزل كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام.

*الآية (88) من سورة القصص 
**رواه البخاري ومسلم

18‏/11‏/2011

الكذب

بسم الله الرحمن الرحيم 
الكذب هو صفة بعيدة جداً عن المؤمنين؛ وهو من صفات المنافقين والكفار.قال تعالى :((إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون{105}))* ؛ فوصف سبحانه وتعالى الذين يفترون عليه سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم الكذب بأنهم كفار. وهذا أعظم أنواع الكذب وهو الكذب عليه سبحانه؛ وقد أخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه من خصال المنافقين؛ قال عليه الصلاة والسلام:(آية المنافق ثلاث، اذا حدث كذب واذا عاهد غدر)**
فالكذب أمر عظيم يتهاون فيه الكثير حتى يصبح عادة عندهم يصعب التخلص منها ؛ فيجد الشخص نفسه يكذب حتى في أتفه الأمور من غير حاجة -وان كان هنالك حاجة فليس للكذب مبرر- . من أخطار أنواع الكذب هو الكذب في الرؤيا وقد قال عنها صلى الله عليه وسلم :(من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل..)***. وقد خصص سبحانه العذاب لهذه الفئة لأن الرؤيا من الله عزوجل والذي يكذب فيها هو يكذب على الله سبحانه وتعالى .

*سورة النحل
**رواه الشيخان وفي رواية مسلم (وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم).

الاستهزاء بالدين

بسم الله الرحمن الرحيم 
ان الذي يستهزء بالدين وأهله هو مرتد عن ديننا دين الإسلام لقوله تعالى:((ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون(65)لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم..))*, وسبب نزول هذه الآية هو ؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال:(قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: مارأيت مثل قرائنا أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عن اللقاء، فقال رجل: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن ،فقال عبدالله بن عمر: وأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول : يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((..أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون...))الآية )* فجُعل استهزائهم بالمؤمنين استهزاء بالله  وآياته ورسوله عليه الصلاة والسلام.
يبنغي على المسلم أن يحذر كل الحذر من أن يقع في مثل هذه المرحلة وأن يفرق بين مواطن الجد والهزل؛ وأن يبتعد في الإستهزاء عن أي شيء يمس للدين بِصِلَةٍ. فيجب على الشخص أن يأخذ جميع مايتعلق بالدين على محمل الجد من مظاهر وجواهر؛ كما ينبغي عليه أن لايستهزء بأشخاص لتمسكهم بالدين فهذا -والعياذ بالله- كفر! وللأسف أصبح منتشراً بشكل كبير وتبثه كثير من القنوات الفضائية التي تصور رجال الدين والحسبة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بالتزمت والتشدد وهذا ماهو الا فكر علماني يريد أن يحرر الأمة من خيريتها وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن الدين ؛ ولكن الله سيمحق الباطل ويظهر الحق مهما بدا الباطل شامخاً فبإذن الله سيندثر وتقطع شوكته وتهبط فتنته ويذل أتباعه على مر السنين والتاريخ يشهد بذلك.

16‏/11‏/2011

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم 
قال تعالى :((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله...))*وقال سبحانه وتعالى :((والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...))** وقال عزوجل ذاماً لاعناُ  لبني اسرائيل لعصيانهم ولعدم تناهيهم عن المنكر :((كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون))***. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس واجب جهة معينة أو أفراد مخصصين بل هو واجب كل مؤمن ومؤمنة وكلما زادت مكانتهم الإجتماعيه تزداد عليهم المسئولية نجو تلك العبادة.
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب وأنواع قال صلى الله عليه وسلم :((من رأى منكم منكراً فليغره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))*. ترتبط خيرية هذه الأمة بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر ارتباطاً وثيقاً؛ وعلاوة على ذلك فإن أداء الواجب الرباني حماية للمجتمع من الإنحدار الى هاوية الهلاك.


** الآيه(71) من سورة التوبة

15‏/11‏/2011

الاستخفاف باللعن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللعن لغة هو الطرد والإبعاد؛ واصطلاحاً هو الدعاء على الشخص بالطرد والإبعاد عن رحمة الله عزوجل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لايكون المؤمن لعاناً))*.  أصبح اللعن في هذه الأيام من أسهل مايمكن سماعه؛ بل ان البعض يقولها من باب المزاح ولايعلم كبرها وعظم معناها أو يتساهل فيها. لذل يجب على المؤمن محاسبة نفسه  والبعد عن كل مايغضب الله عزوجل.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا...))**؛ فمحاسبة النفس اليوم أهون على العبد من محاسبة ربه له. لأنه يمكن تدارك أخطائه في الدنيا بينما ذلك مستحيل في الآخرة؛ فتلك وصية ابن الخطاب رضي الله عنه وقال عليه الصلاة والسلام :((...فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بهاوعضوا عليها بالنواجذ))***
إن مراقبة الله عزوجل في كل فعل يصدر من الإنسان هي ماتساعده بإحسان عمله على ماشرعه الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام؛ فمبراقبته سبحانه تصفوا الحياة وتخلو من الأعمال والأقوال الرذيلة ومن اللعن أيضاً. فطوبى لمن كان مراقباً الله في كل أفعاله قاصداً فيها وجهه الكريم -جعلنا الله منهم-.




14‏/11‏/2011

الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
أصبحت الغيبة أمراً يكاد لايخلو منه مجلس؛ وذلك للتساهل بعظم أمر الغيبة. فالغيبة محرمة شرعاً بالنصوص الشرعية( القرآن والسنة) ومحرمة بالإجماع بل هي من الكبائر! قال تعالى : ((ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم))*؛ وقال عليه الصلاة والسلام  لأصحابه:((أتدرون مالغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته))**. يمكن حل تلك المشكلة الكبيره في خطوات بسيطة هي : تقوية الإيمان بالله عزوجل وتقديم رضاه على رضا من سواه؛ إنشغال الشخص بعيوبه عن عيوب الآخرين؛ الصحبة الصالحة*** .
إن تقوية الإيمان بالله تعالى تتم عن طريق التقرب من الله عزوجل بمعرفة صفاته وأسمائه؛ فكلما زاد الشخص في تعلمه وتعرفه على ربه زاد إيمانه ويقينه. ثم اذا زاد إيمان الشخص يصبح رضى الله عزوجل هو أول غاياته واسماها وتجده يحرص كل الحرص عن التقرب لكل مايحبه الله ويرضاه ويبتعد عن مايغضبه تعالى.
اذا جعل الشخص نفسه أولى اهتماماته والتخلص من عيوبها؛ سيجد نفسه مرتاح الضمير خالي البال. بل لن يجد لنفسه متسعاً من الوقت حتى ينتقد أو يغتاب أحداً من الناس! فتصبح من عاداته عدم ذكرعيوب الآخرين. بالتالي يربي أبناءه على ذلك فنحصل بإذن الله  على جيل  خالٍ من الغيبة.
قال صلى الله عليه وسلم :(( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة.. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة))****



* االآية (22) من سورة الحجرات.** رواه مسلم. المصدر 1 , المصدر2.


المراهقة المتأخره

بسم الله الرحمن الرحيم
المراهقة المتأخرة أو المعروفة عند علماء النفس بأزمة نصف العمر هي التصرف بطيش بعد السن المفترض للمراهقة. وتكثر حالات المراهقة المتأخره عند الرجال فيما بعد الأربعين سنة. وغالباً ماتكون أسبابها الحرمان الزائد في التربية أو التهرب من كونه قد تعدى أربعين سنة أو قد تكون أسلوباً دفاعياً ضد مرض الاكتئاب.
على الوالدين أن يكون حكيمين في تربية أبنائهم واعدادهم للمستقبل. فالتوسط في تربيتهم يساعد الأبناء على برهم وعلى العيش بحياة خالية من المشاكل النفسية؛ والحرمان الزائد يقصد به هو المبالغة في حرمان الأبناء من الأشياء الغير محرمه شرعاً بحكم العادات والتقاليد! فعواقب هذا الحرمان غالباً ماتظهر في مراحل متأخره من العمر.
الرضى بالأمر الواقع والتعايش معه واستغلال ايجابيته والبعد عن سلبياته هو الوقاية من مثل هذا العرَض النفسي. على الشخص تقبل الواقع الذي يعيشه حتى لايعيش في أوهام وأحلام بعيدة كل البعد عنه وتودي بمكانته الاجتماعية الى الحضيض. 
كثرت حالات مرض الاكتئاب في عصرنا الحاضر؛ مرض الاكتئاب بختلف عن الاكتئاب الطبيعي بأن مرض الاكتئاب مزمن وله أعراض حسية. والحالة الاجتماعية تلعب دوراً هاماً لدى مريض الاكتئاب؛ لذلك قد تفسر المراهقة المتأخرة أنها الأسلوب المضاد للاكتئاب*.

المصدر 1 , المصدر 2 , المصدر3 .

12‏/11‏/2011

الراحة وتجديد النشاط

بسم الله الرحمن الرحيم 
على الإنسان أن يأخذ قسطاً من الراحة دوماً بعد أي نشاط كان. فمن سمات الإنسان الملل عند عمل نشاط غير منقطع وقد لاينجزه بدقة من يعمله على أجزاء؛ أيضاً يجب على الإنسان أن يتذكر أن لجسمه عليه حق ومن حقوقه أخذ قسطٍ من الراحة. فالراحة تساعد الجسم على النمووالوقاية من بعض الأمراض وتجدد النشاط وتقطع الروتين.
الراحة لاتعني أن يتوسد الإنسان فراشه إنما هي إعطاء الجسم كفايته من النوم وعدم إجهاده وتحميله فوق طاقته. وقد أثبتت دراسات حديثة أن الراحة والنوم تساعدان الجسم في تكوين جهاز مناعي قوي ضد الأمراض الحديثة بإذن الله مثل انفلونزا الخنازيروأمراض العظام بأنواعها*.
يحتاج الإنسان أيضاً لتجديد نشاطه؛ ويكون تجديد النشاط غالباً بالنوم الصحي . فالنوم الصحي هو مايساعد الإنسان على تجديد نشاطه وتقوية ذاكرته ولذلك ينصح الأطباء الطلاب بالمحافظة على وقت ثابت للنوم وأن يكون في الليل**.
كسر الروتين هو مايساعد الإنسان على الإنتاجية؛ فتجديد الطريقة في العيش يومياً يؤثر بشكل واضح على نشاط الشخص وحالته النفسية والجسمية. فتغيير الطالب طريقته للمذاكرة يساعده على الإستيعاب ويجعله متصلاً ذهنياً مع المادة؛ وتغير البدين طريقته في التغذية تساعده على التخلص من السمنة.