26‏/10‏/2011

حسن الظن بالله عزوجل

بسم الله الرحمن الرحيم 
عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ رضي الله عنه في غار ثور بعد أن تكالبت عليهما الأعداء من قريش؛ قال أبوبكرٍرضي الله عنه :((يارسول الله, لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه))* فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم:(( يا أبابكر, ماظنك في اثنين الله ثالثهما؟))**. وقال عنهما سبحانه وتعالى :((.ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها..))***. هذا هو أعظم الأمثلة على حسن الظن بالله عزوجل وعواقبه؛ فحسن الظن بالله عزوجل هو ماينبغي على المسلمين التحلي به مهما كانت أوضاعهم ومهما كانت محنتهم؛ وعكسه سوء الظن بالله عزوجل وهو مايودي بالشخص الى التشاؤم والنظرة السلبية للحياه بشكل عام.
لحسن الظن بالله ثمرات كثيرة لايمكن حصرها؛ فحسن الظن بالله عزوجل يجعل الشخص في أفضل حال اذ يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وأن الله سبحانه مايصيبنا بالمصائب الا ليختبرنا. وحسن الظن بالله عزوجل ومعرفة ماهو قادم خير مما أتى هو من حسن الظن؛ لذلك نجد المؤمنين بالله حقاً موقنين مسلمين لأمر الله لايمسهم شك ولاتواني في عمل الخيرات تحت جميع الظروف. والمثال الأعلى لهؤلاء محمد صلى الله عليه وسلم وأبوبكر رضي الله عنهم في الغار.
ذم الله سبحانه وتعالى الظانين به سوءاً من المشركين والمنافقين اذ يقول عز من قائل:((...الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوءوغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا))****. فهذه من صفات المشركين والمنافقين؛ اذ أنهم يظنون أن الغلبة لغير الله حزبه وأن أمر هؤلاء سيضمحل! حاشا وكلا؛ رد الله عزوجل على قولهم :((كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قويٌ عزيز))*****. فينبغي على المسلمين أن يخالفوا ماكان عليه اليهود والنصارى والمنافقين من سوء ظن بالله عزوجل لأنه يخشى على من يسيء الظن بالله عزوجل أنه يندرج تحت مايعاقب الله به النصارى والمشركين.

*,** في الصحيحين (المصدر)
***الآية (40) من سورة التوبة.
****الآية (6) من سورة الفتح,(المصدر)
*****الآية(21) من سورة المجادلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق