12‏/10‏/2011

كيفية التعامل مع الشخص الفظ

بسم الله الرحمن الرحيم 
الإسلام هو دين الخلق وخُصصت رسالته صلى الله عليه وسلم في قوله عليه الصلاة والسلام:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)* وقال تعالى في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{وإنك لعلى خلق عظيم}**, فالرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا و مثلنا الأعلى في الأخلاق وهديه سنتنا ومن أحبه صلى الله عليه وسلم وجب عليه طاعته. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل: (لأتمم الأخلاق) انما قال:(مكارم الأخلاق) وهذا يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبعث فقط لإتمام الأخلاق انما لإتمام أطايب الأخلاق وأفضلها. والأمثلة في أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة ولاينتهي عنها الحديث, فعلينا أن نتحلى بالخلق مع الخلق أجمع من غير تخصيص ولاتعميم إنما يجب أن نكون كما كان عليه الصلاة والسلام حتى مع كفار قريش اذ لم يمنعه كفرهم من تحليه بأخلاقه.
الإنسان يجب عليه أن يمر في حواراته مع الآخرين بأشخاص من مراحل متفاوته من حيث الفكر والعلم والبيئه, فيجب على الإنسان في حواره أن لايقلل من قدر أو احترام  الطرف الآخر -من الحوار- وان كان لايبادله هذا الشعور. فالإنسان اذا تحلى بأخلاقه مع خصمه قد يحوله الى جانبه ويقنعه بأفكاره من غير الحاجة الى الفظاظة أو سوء الخلق أو رفع الصوت ! فالأسلوب الحسن في التعامل هوصورة من حسن الخلق وهو أيضاً سبب من أسباب إسلام الكثيرين من الكفار من شرق آسيا اذ اعتنقوا الإسلام من غير السيف.
إذا كان الشخص حسنا في حواره مع الآشخاص فهو يستطيع الدخول الى قلوبهم بشكل كبير غير متوقع, فلو كان محاوره في الطرف الآخر فظاً وعديم الأخلاق فيجب أن لايكون االمحاور مرآة له في ردوده وتصرفاته ؛ بل يتحتم عليه أن يلتزم بأخلاقه وأن يتحلى بالصبر لأن اختلاف وجهات النظر لايعني أنه كون خصماً بل يستطيع أن يقنع الطرف الآخر بوجهة نظره بالتزامه بأخلاقه وصبره على فظاظته    
لـــــســــان الــــفــــتـــى نصــــــف ونـــــصـــف فــــؤادهـ.........فــــلـــم يــبـق الا صــورة اللـحـــم والـــــدم 

*رواه الإمام أحمد
**الآيه (4) من سورة القلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق