28‏/11‏/2011

بعض ضوابط المزاح في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
لم ينهى الإسلام عن المزاح؛ ولكن وضع له ضوابط ومعايير معينه، فأولها هو عدم الكذب ،ثم أن لايكون فيه اساءة او احتقار، أن لايكون فيه استهزاء بالدين*.
قال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل:(( أيكون المؤمن جباناً ؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. فقيل له أيكون المؤمن كذاباً ؟ قال: لا ))*1 فالمؤمن بالله حقاً كما أخبر عليه الصلاة والسلام لايكون كاذباً فالكذب من صفات المنافقين وان كان في المزاح! فعلى المؤمن أن يحرص على اجتناب الكذب والبعد عنه فإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار*1 كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
قال صلى الله عليه وسلم:(( ...المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يخذله ولا يحقره...))*2 فوصانا عليه الصلاة والسلام بتلك الآداب حتى نكون اخواناً متألفين؛ وباحتقار المسلم لآخيه المسلم تحصل العداوات والبغضاء وان كان هزلا ولعباً! فهنالك حدود على الإنسان أن يعرفها بتعاليم دينه وفطنته، والتقليل من قدر أي انسان كان هو نوع من أنواع التكبر الذي نهى عنه الشرع وقال عنه صلى الله عليه وسلم: ((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))*3 فالرسول عليه الصلاة والسلام أوصد جميع الأبواب التي تؤدي الى الفرقة بين المسلمين وتخاذل صفوفهم.
الاستهزاء بالدين سواءً كان المستهزء جاداً أم مازحاً هو كفر كما أخبر الله عزوجل:((ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون{65} لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...))*4 فالإستهزاء بالدين أمر خطير ينبغي على المازح أن يبتعد عنه كل البعد؛ فهذا من أخطر أنواع المزاح لآن المازح قد يخفى عليه عظم ذلك. شوهد في العصر الحديث مثل هؤلاء وقد أخبر الله عنهم انهم يكفرون والأقبح من ذلك أنهم يقولون نفس أعذار أولئك القوم من قبلهم! أولم يعتبروا! إن اللبيب من يتعض بغيره لامن يكون موطن العبره.
الذين يقولون عن أن الإسلام دين متشدد لايقبل المزاح هم في الحقيقة أناس سطحيون لاينظرون الى التعاليم الشرعية ولا السيرة النبوية الشريفه. محمد صلى الله عليه وسلم كان يمازح أصحابه وقد كان يضحك عليه الصلاة والسلام من غير قهقةٍ ومن صور مزاحه عليه الصلاة والسلام :{أتته عجوز قالت يارسول الله ادعولي بأن يدخلني الله الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: أوما علمتي يا أم فلان أن الجنة لايدخلها عجوز؟ فولت وهي تبكي وتولول، فقال صلى الله عليه وسلم:انطلقوا فأخبروها أنها تعود بنتاً بكراً، كما قال عزوجل:((انا أنشأناهن انشاءا{35}فجعلناهن أبكاراً.))*5


*4 الايتان(65، 66) من سورة التوبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق