20‏/11‏/2011

وقفة لمحاسبة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم 
ينقضي عام وتطوى صحيفته؛ ويزداد في عداد العمر سنة. ينتهي العام بأفراحه وأحزانه وتضل أحداثه ذكرى، فهنا يأتي دور جرد الصحف في الدنيا قبل الآخره فهو أهون ويمكن تدارك الأخطاء التي ارتكبت في العام المنصرم؛ فمن حاسب نفسه وأنبها فهو بالتالي يربي نفسه على تصحيح أخطائها بذاتها! كما أن النفس أمارة بالسوء اذا تركها على هواها أضلته ضلاضاً بعيدا؛ فمثل هذه الفرص ينبغي ألا تفوت خصوصاً أنها بيد الشخص عينه ، فالحرص الحرص على مراجعة الأعمال وكتابة الأخطاء والخطوات التي يمكن بخلالها تعديل الأخطاء.
الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى وهي من علم الغيب؛ فلا يعلم الشخص متى سيتوفى الى بارئه؛ لذلك عليه أن يحسن النية ثم يتقن العمل ويبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى وأن يجعل يراعي في عمله مراقبة الله سواء كان العمل دنيوي أو ديني. بعد ذلك تأتي مرحلة المراجعة؛ وهي استرجاع الأعمال التي لم يعملها كما سبق ويحاول أن لايقع في هذا الخطأ ويجاهد نفسه وهواه ويجتهد فلكل مجتهد نصيب.

من الطرق الحديثة المستخدمة لتصحيح الأخطاء هي كتابة جميع الأخطاء التي فمت بها في يوم واحد وترتيبها من الأكبر الى الأصغر لمدة أسبوع مثلاً ثم في نهاية الأسبوع يُنظر الى الأوراق التي جمعت وإلى حجمها؛ في الأسبوع التالي يجب المحاولة على التخلص من تلك الأخطاء والحرص على جعل الأخطاء معلقة في مكان يمكن مشاهدتها في كل وقت  ليتذكرها ولايعيد فعلها مرة آخرى. كما يجب أيضاً البدء بالتدريج في هذه الخطوة، أي يبدأ التغير من الأصغر للأكبر شيئاً فشيئاً.

هنالك طريقتان منظقيتان لحل الخطأ وتحويله الى صواب؛ الأولى: هي تصحيحه وتعديله والآخرى: هي تغيره بالكامل. فالتصحيح يكون أسهل على الشخص من التغيير الا اذا كان الخطأ لايمكن تصحيحه الا بتركه كالذنوب والمعاصي. وتعديل الخطأ وتصحيحه يحتاج الى كل من الهمة والعزيمة الصادقة على التصحيح وتشجيع النفس والاجتهاد؛ وأول خطوات التصحيح هي الإعتراف بوجود الخطأ! فالإعتراف بوجوده لايقل أهمية عن تصحيحه فهو بداية التعديل الفعلي ونقطة التحول للشخص ودلالة على الرغبة في التغيير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق