25‏/11‏/2011

الفرق بين التَفَكُر والتفكير

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الفرق بين التفكر والتفكير كالفرق بين الاجتهاد والكسل؛ فالتفكر هو اشغال العقل بفكرة مع الاجتهاد والتأني للوصول الى نتيجة على عكس التفكير الذي يعمل فيه العقل ولكن دون اجتهاد وقد يصل الى نتيجة*. فالله سبجانه وتعالى قال: (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً ويتفكرون في خلق السماوات والأرض...))* وقال صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيات :((ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها))***
فالتفكر عبادة بينما التفكير ليس كذلك، فالتفكر يقود الإنسان الى شواظئ الإيمان ومعرفة عظمة الله عزوجل. فإذا تمعن الشخص في مخلوقات الله لوجد من الإبداع والإعجاز مايستحيل على الإنسان صنعه. والله سبحانه وتعالى يدعونا الى التفكر في تلك المخلوقات ودعانا أيضاً الى التفكر في أنفسنا وخلقنا فقال : ((وفي أنفسكم أفلاتبصرون))****. وقد أثبت الله البعث بعد الموت وأعجز به المنكرين بالتفكر في النشأة الأولى فقال رداً على العاص بن وائل اذ جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده عظم حائل، فيقول: يامحمد أرني، أرني أن الله يحيى هذا بعدما رم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:((نعم، ويبعثك الله ، ويدخلك النار)) فنزل قوله تعالى:(( وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مره ..))*1
ومن الآيات التي دل على التفكير قوله تعالى عن الوليد بن مغيره :((إنه فكر وقدر))*2 والاستخدام هنا يدل على أنه لم يتريث بل قدر؛ فلو أنه تريث وفكر لعلم أن تفكيره كان خاطئاً*، ورد تعالى عليه: ((فقتل كيف قدر))*2


**الايه (191) من سورة آل عمران
**** الايه (21) من سورة الذاريات
*1 الايتان (78،79) من سورة يس ، والحديث من الجامع لأحكام القرآن :58/15
*2  الايتان (18،19) من سورة المدثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق