27‏/11‏/2011

العبادة المهجوره

بسم الله الرحمن الرحيم 
"اذهبوا فأنتم الطلقاء" قالها صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لأهل مكه وقد كاو كذبوه وآذوه وأخرجوه منها! فهو قدوتنا عليه الصلاة والسلام. من أسمى وأرقى الصفات هي العفو عند المقدره، فهي من الصفات الالهيه *، والله سبحانه يغفر الذنوب -الا الشرك*1- فإذا كان العظيم الجبار يغفر الذنوب فمن نحن حتى لانغفرها ونعفو عنها؟ 
محمد صلى الله عليه وسلم هو اعظم مثال للبشرية في التسامح فقد كان صلى الله عليه وسلم يعفو ويصفح الا أن تنتهك حرمة الله؛ فكان صلى الله عليه وسلم يغفر مافي حقه ولايغفر مافي حق الله، هذا هديُه وهذه سنته والواجب علينا الاقتداء بها، ورباه الله سبحانه وتعالى على هذا الخلق اذ قال :((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))*2 
مما يساعد الإنسان على تلك العبادة المهجورة هو أن يحسن نيته، ويلتمس الأعذار لآخيه، ويرد الخطأ على الشيطان. النوايا لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى وهو يجازي بها. بشر الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً بالجنة لثلاث أيام متتاليه وقد كان لايكثر من الصلاة والعبادات بل كان لاينام الا وقد عفا عن كل من ظلمه*، فهذا الفضل يؤتيه الله من يشاء من عباده؛ ويستطيع الإنسان تعويد نفسه على ذلك حتى يكون قلبه خاليا من الحقد والحسد والضغائن تجاه اخوانه المسلمين. 


*1 قال تعالى:((ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)) الايه (48) من سورة النساء
*2 الآية (199) من سورة الأعراف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق