14‏/11‏/2011

الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
أصبحت الغيبة أمراً يكاد لايخلو منه مجلس؛ وذلك للتساهل بعظم أمر الغيبة. فالغيبة محرمة شرعاً بالنصوص الشرعية( القرآن والسنة) ومحرمة بالإجماع بل هي من الكبائر! قال تعالى : ((ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم))*؛ وقال عليه الصلاة والسلام  لأصحابه:((أتدرون مالغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته))**. يمكن حل تلك المشكلة الكبيره في خطوات بسيطة هي : تقوية الإيمان بالله عزوجل وتقديم رضاه على رضا من سواه؛ إنشغال الشخص بعيوبه عن عيوب الآخرين؛ الصحبة الصالحة*** .
إن تقوية الإيمان بالله تعالى تتم عن طريق التقرب من الله عزوجل بمعرفة صفاته وأسمائه؛ فكلما زاد الشخص في تعلمه وتعرفه على ربه زاد إيمانه ويقينه. ثم اذا زاد إيمان الشخص يصبح رضى الله عزوجل هو أول غاياته واسماها وتجده يحرص كل الحرص عن التقرب لكل مايحبه الله ويرضاه ويبتعد عن مايغضبه تعالى.
اذا جعل الشخص نفسه أولى اهتماماته والتخلص من عيوبها؛ سيجد نفسه مرتاح الضمير خالي البال. بل لن يجد لنفسه متسعاً من الوقت حتى ينتقد أو يغتاب أحداً من الناس! فتصبح من عاداته عدم ذكرعيوب الآخرين. بالتالي يربي أبناءه على ذلك فنحصل بإذن الله  على جيل  خالٍ من الغيبة.
قال صلى الله عليه وسلم :(( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة.. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة))****



* االآية (22) من سورة الحجرات.** رواه مسلم. المصدر 1 , المصدر2.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق